هشاشة العظام هي مشكلة صحية تؤثر بشكل كبير على صحة الأفراد؛ إذ تؤدي إلى ضعف العظام وسهولة انكسارها. تصبح العظام هشّة بحيث يمكن أن يحدث الكسر حتى بسبب سقوط خفيف أو مجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال. العظام المتأثرة بهذا المرض غالبًا ما تشمل مناطق حيوية في الجسم مثل الورك، الرسغ، والعمود الفقري، ما يزيد من خطورة الكسور ويؤثر على نوعية الحياة بشكل كبير. في هذا المقال من مضمون نستعرض ليك تشخيص المرض واسبابه وطرق الوقاية والعلاج.
تعريف المرض
تعد هشاشة العظام أحد الأمراض التي تؤثر على نظام الهيكل العظمي، حيث تُعرف أيضًا بمصطلح مسامية العظام. تحدث هذه الحالة عندما تُفقد العظام كتلتها وتصبح ضعيفة نتيجة لنقص غير طبيعي في كثافة العظام، وكذلك تغير نوعيته وجودته. يتميز هذا المرض بزيادة حجم المسامات في العظام، مما يجعلها أكثر عرضة للكسر بسهولة شديدة وفقدان الصلابة.
أعراض المرض
لا تظهر عادةً أي أعراض في المراحل المبكرة من فقدان العظام. ولكن بمجرد ضعف العظام نتيجة هشاشة العظام، قد تظهر عليك المؤشرات والأعراض الآتية:
- ألم الظهر نتيجة كسر عظام العمود الفقري أو تآكلها.
- قصر القامة بمرور الوقت.
- انحناء الجسم.
- سهولة الإصابة بكسور العظام أكثر من المتوقع.
- فقدان الوزن مع الوقت مع انحناء القامة.
- حدوث كسور في الفقرات، وفي مفاصل كفيّ اليدين، وفي حوض الفخذين أو في عظام أخرى.
طرق التشخيص
في السنوات الأخيرة، أصبح من الممكن للأطباء تشخيص هشاشة العظام باستخدام تقنيات وأجهزة متخصصة لقياس كثافة العظام. ينصح بإجراء فحوصات دورية بعد سن الأربعين لتفقد حالة العظام. من الطرق الفعالة لتشخيص المرض فحص كثافة المعادن في العظام والتصوير الشعاعي الذي يعد من أسرع وأكثر الطرق دقة وأمانًا. كما تشمل وسائل التشخيص الخزعة العظمية، الموجات فوق الصوتية الكمية، وصور الرنين المغناطيسي.
أسباب الإصابة
تتعلق هشاشة العظام بتدهور كتلة العظام وكثافتها، ومن هنا يمكن تحديد العديد من الأسباب الجوهرية، منها انخفاض مستويات الكالسيوم والفوسفور والمعادن الأخرى الضرورية لصحة العظام، إضافة إلى اضطرابات الغدد الصماء، وأمراض الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون الالتهابي. استخدام العقاقير بشكل مفرط ولفترات طويلة مثل الستيرويدات القشرية يُعتبر أيضًا عاملاً مساهمًا في الإصابة.
عوامل الإصابة بهشاشة العظام
تتأثر الإصابة بعوامل عدة، منها العوامل الوراثية، حيث يزداد خطر الإصابة عند وجود تاريخ عائلي لهشاشة العظام. من عوامل الخطر أيضًا الجنس، حيث تزداد نسبة الإصابة بين النساء بسبب الكتلة العظمية الأقل مقارنةً بالرجال. يُعتبر انقطاع الطمث في سن مبكرة والنحافة والتقدم في السن من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة، إضافة إلى العرق، كما أن الأفراد من الأجناس الآسيوية والبيضاء يتعرضون للإصابة أكثر.
مضاعفات هشاشة العظام
تُعتبر الكسور من أكثر المضاعفات شيوعًا وخطورة لدى مرضى هشاشة العظام، حيث تحدث غالبًا في العمود الفقري وعظام الحوض والفخذين، نظرًا لدورها الرئيسي في دعم وزن الجسم. عادةً ما تنتج كسور الفخذ عن الصدمات أو السقوط، مما يجعلها من أكثر الإصابات تعقيدًا.
ورغم التقدم في الجراحات الحديثة التي تساعد المرضى على التعافي، إلا أن كسور الفخذ قد تؤدي إلى الإعاقة أو حتى الوفاة في بعض الحالات، خاصة عند كبار السن، بسبب المضاعفات التي قد تنشأ بعد العمليات الجراحية.
إضافةً إلى ذلك، تُعد كسور اليدين من الإصابات الشائعة بين المصابين بهشاشة العظام، وغالبًا ما تحدث نتيجة السقوط.
أما الكسور الفقرية، فقد تحدث دون التعرّض لأي إصابة مباشرة أو سقوط، إذ يؤدي ضعف العظام إلى انضغاط الفقرات فوق بعضها البعض. يتسبب هذا الانضغاط في آلام حادة بالظهر تتطلب فترة استشفاء طويلة.
عند حدوث العديد من الكسور، قد يفقد المريض بعض الطول، كما يمكن أن تتسبب هذه الكسور في انحناء القامة مع مرور الوقت.
طرق الوقاية
يتطلب الوقاية من هشاشة العظام اتباع نهج حياة صحي، بما في ذلك التناول المنتظم والمتوازن للأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان واللحوم الحمراء والحبوب، بالإضافة إلى الأغذية الغنية بفيتامين “د” الضروري لامتصاص الكالسيوم بفعالية. يُمكن تقليل المخاطر الصحية أيضًا من خلال الامتناع عن التدخين، تقليل تناول المنبهات، مثل القهوة والشاي، وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم للحفاظ على اللياقة.
طرق العلاج
يشمل العلاج مجموعة من الإجراءات التي تهدف للحد من تقدم المرض وتقليل مضاعفاته، من خلال تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين “د”، ممارسة التمارين الرياضية المناسبة، والامتناع عن التدخين الذي يؤثر على امتصاص الكالسيوم. يشمل العلاج أيضًا استخدام أدوية موصى بها مثل العلاج الهرموني، والذي على الرغم من فوائده في علاج النساء، إلا أنه يجب أن يُستخدم تحت إشراف الطبيب نظرًا لتأثيراته الجانبية المحتملة. بالتزامن مع العادات الصحية المذكورة سابقًا، يتم استخدام العلاج الدوائي بناءً على توجيهات الطبيب للسيطرة على المرض.
وتتوفر عدة طرق لعلاج هشاشة العظام، ومن أبرزها ما يلي:
1. العلاجات الهرمونية
في الماضي، كانت العلاجات الهرمونية تشكل الخيار الأساسي لعلاج هشاشة العظام، لكن مع ظهور بعض المخاوف المتعلقة بسلامة استخدامها، إضافة إلى توفر بدائل علاجية أخرى، تغيرت طريقة التعامل معها.
ترتبط معظم هذه المخاطر بتناول العلاجات الهرمونية عن طريق الفم، سواء احتوت على البروجسترون أم لا. وإذا رأى الطبيب أن العلاج الهرموني مناسب، فهناك عدة طرق لاستخدامه، مثل اللاصقات الجلدية، المراهم، أو الحلقات المهبلية. من الضروري استشارة الطبيب لمعرفة الخيار الأمثل لكل حالة.
2. الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب
إذا لم يكن العلاج الهرموني مناسبًا للمريض أو لم تكن التغييرات في نمط الحياة كافية للتحكم في هشاشة العظام، يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية التي تساعد في إبطاء فقدان الكتلة العظمية، بل قد تساهم أيضًا في تعزيز كثافة العظام بمرور الوقت.
3. علاجات الطوارئ
أثبتت بعض العلاجات الطبيعية فعاليتها في تخفيف الألم بشكل كبير، كما تساهم في تحسين توازن الجسم وتقليل مخاطر السقوط، خاصة لدى النساء المصابات بهشاشة العظام.
يعتمد العلاج الطبيعي على استخدام جهاز خاص يُرتدى على الظهر لدعمه، حيث يتركز الثقل على الجزء السفلي من العمود الفقري، بالإضافة إلى ممارسة تمارين تعمل على تقوية الظهر. يتم ارتداء الجهاز مرتين يوميًا لمدة نصف ساعة صباحًا ومساءً، مع أداء تمارين شد الظهر عشر مرات خلال كل فترة.
إلى جانب ذلك، يلعب تناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام. وعند تشخيص المرض، يصبح من الضروري ضمان استهلاك هذه العناصر الغذائية إلى جانب العلاجات الأخرى، ما قد يساعد في إبطاء أو حتى منع تفاقم ضعف العظام.
إرسال تعليق